هل التونسيون جاهزون لاستفتاء 25 جويلية ؟
تحدّث خالد الدبابي أستاذ القانون الدستوري في برنامج ميدي شو اليوم الجمعة 15 أفريل 2022 عن مسار الاستفتاء المبرمج يوم 25 جويلية، مؤكدا أن هناك ضبابية وغياب الوضوح حول ماهية الاستفتاء وتركيبة اللجنة التي ستقوم بصياغة نتائجها.
وشدّد على أن الاستشارة لعبت على الجانب النفسي للمواطنين لهذا وضعت أسئلة دفعتهم للإجابة عليها بشكل عاطفي قائم على ردة الفعل أكثر من التفكير.
وقال خالد الدبابي إن الاستفتاء لا يمكن أن يكون إلا دستوريا والأقرب أن يتعلق بدستور جديد لان دستور 2014 قُبر منذ انطلاق العمل بالأمر 117.
وأشار إلى أن الاستفتاء حتى يتحول إلى آلية ديمقراطية يجب أن يستجيب للعديد من الشروط من بينها أن تكون العملية مصحوبة بتفسير رهانات النصوص التي سيتم التصويت عليها للمواطنين.
وفي سياق متصل، اعتبر أستاذ القانون الدستوري أنّه من المجحف وعدم الدقة أن يتم ربط نظام 2014 بالنظام البرلماني أو المختلط لان لا علاقة له بذلك بل كان نظاما مجلسيا، مقرّا أن مشروع قيس سعيد لا علاقة له بالنظام الرئاسي.
الشعب التونسي غير جاهز للاستفتاء
وقالت فتحية السعيدي الأستاذة الجامعية في علم الاجتماع إن الشعب التونسي غير جاهز للاستفتاء لعدة اعتبارات منها غياب حملات التفسير والمسائل الكبرى المطروحة وهي جزء من السياسية الاتصالية لرئيس الجمهورية "الذي يتعمد أن لا نعلم شيئا ليمرر ما يرغب في تمريره".
واعتبرت السعيدي أن عدد المشاركين في الاستشارة الالكترونية دليل على ضعف الانخراط والإقبال على أسئلة عامة أجوبتها معروفة مسبقا، وقدمت دلائل أثبتت وجود عزوف عن المشاركة من طرف المواطنين وضعف مشاركة النساء والشباب.
وشددت على أن الرئيس قيس سعيد منذ 25 جويلية متجه نحو تنفيذ مشروعه، مشيرة إلى أن الشعبوية هي إيديولوجيا الاستياء التي يتجه إليها الشعب عندما يفقدون الثقة في السياسيين لكنها لا تساهم في توضيح الأمور، وفق تعبيرها.
قيس سعيد انتصر لمشروعه الخاص وليس للتونسيين
من جانبه أكد الصحفي حسان العيادي رئيس التحرير المساعد بجريدة المغرب أن المناخ العام لا يوحي بأن السنة انتخابية مما يعطي الانطباع بأن العامل الغالب هو الحيرة والضياع.
وأشار إلى أن الدساتير في تونس تكتب على قياس من يحكم منذ عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، قائلا "اليوم قيس سعيد يرغب في نظام حكم يتماشى مع سياسته وليس خدمة للتونسيين".
وتساءل حسان العيادي "ما الغاية من كتابة دستور جديد وتغيير النظام في ظل الوضع الراهن وأزمة اقتصادية واجتماعية ومستقبل غير واضح ؟ المواطنون لا يفهمون شيئا وهذا ما يفسر ضعف الإقبال على الاستشارة الالكترونية خاصة أنهم فقدوا ثقتهم في السياسيين بكل أنواعهم وتوجهاتهم".
وتابع "قيس سعيد مثل كل السياسيين عندو ماعون صنعة السياسيين.. هو يُسمع الناس ما يريدون سماعه من صدق ونزاهة لكن تصريحاته متناقضة لهذا فالشعب التونسي يعيش حالة استقطاب خطيرة ".
وشدّد الصحفي حسان العيادي على أن قيس سعيد لم ينتصر للتونسيين بل انتصر لمشروعه الخاص. وفق تعبيره.